دَور الرياضة في مكافحة الإسلاموفوبيا وترسيخ مبادئ الأُخوَّة الإنسانية
برزت الفنون والمسابقات الرياضية بوصفها أساسًا للتسلية وتعزيز قيم التنافس الشريف، والروح الرياضية بين الجميع، ثم تحولت للأسف بمرور الوقت إلى أداة ووسيلة للتعصب، والاعتداء على الآخرين، والشغب وتحطيم الممتلكات العامة والخاصة. لكن مؤخرًا ومع أنين العالم من تداعيات أعمال العنف بدأت الفنون الرياضية تستعيد روح التسامح وقبول الآخر عبر مبادرات فردية أو جماعية، وقد ظهر هذا جليًّا في أكثرَ من مناسبة رياضية. على سبيل المثال، تقاسم القطري "معتز عيسى برشم" الميدالية الذهبية بمسابقة الوثب العالي، مع منافسه الإيطالي "جيانماركو تامبيري" ضمن منافسات ألعاب القوى للرجال بدورة الألعاب الأولمبية طوكيو-2021م. وتنص القواعد الأوليمبية على متابعة المنافسات أو اقتسام الميدالية حال التعادل، فاختار "برشم" بطل العالم في الوثب العالي، اقتسام الميدالية وتقديم نموذجًا رائعًا للروح الرياضية، والأخُوَّة الإنسانية التي يجب أن تسود العالم. كذلك يستغل رجال الدين في ألمانيا، كرة القدم في تدعيم مظاهر الوحدة والتعايش السلمي بين المواطنين؛ حيث تنظم رابطة المسلمين في مدينة "دوسلدورف" مبارة ودية سنوية غير تقليدية، بين فريق من الأئمة المسلمين، وآخر من القساوسة الكاثوليك، وتحظى تلك المباراة بحضور كبير من المسلمين والمسيحيين معًا في المدينة. هذه المباراة التي يخرج منها الجميع فائزًا، تعد رسالة قوية إلى أولئك الذين يسعون إلى نشر الكراهية، والتفرقة بين الأديان، والطوائف والمذاهب، بغرض تحقيق مكاسبَ سياسية، وإن كان ذلك على حساب أمن المجتمع. والطريف أن الحكم يكون في العادة من أصحاب الديانة اليهودية.
Stock Strategy
وتُعد الرياضة أحد أشكال القُوى الناعمة التي تُستخدم في نشر القيم الإيجابية، وتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الآخر، ومن هذا المنطلق لعب المصري "محمد صلاح" دورًا كبيرًا في تغيير النظرة السلبية عن الإسلام والمسلمين، وأثَّر في انخفاض وتيرة ظاهرة "الإسلاموفوبيا" في بريطانيا بصفة خاصة، وأوروبا بصفة عامة، حيث ذكرت دراسة بريطانية صادرة عن جامعة كامبريدج بعنوان: "هل يَقدِر المشاهير أن يساهموا في التقليل من التعصب؟.. تأثير "محمد صلاح" في السلوكيات والمواقف المعادية للإسلام" وفيها: " بعد انضمام محمد صلاح إلى ليفربول انخفضت جرائم الكراهية للمسلمين في مدينة ليفربول بنسبة (16٪) مقارنةً بالنسب السابقة، وكذلك خَفَض المشجعون معدَّلات نشر تغريدات معادية للمسلمين إلى النصف مقارنة بمشجعي أندية الدرجة الأولى الأخرى". وعلى هامش بطولة كأس العالم الأخيرة (قطر 2022م)، وفي إطار الدور الذي تقوم به المنظمات الإسلامية، والمساجد في إسبانيا في التوجيه الأخلاقي لجماهير الكرة، ودعوتها لنبذ التعصب، سَلَّطت الصحف الإسبانية بتاريخ 4 ديسمبر 2022م، الضوء على دعوة اتحاد الهيئات الإسلامية في إسبانيا، ودعوة الأئمة في المساجد إلى عدم التحريض، أو المشاركة في أي نشاط قد يتسبب في إحداث فوضى خلال المباراة التي أقيمت بين المغرب وإسبانيا، ضمن منافسات بطولة كأس العالم لكرة القدم بقطر، مهما كانت نتيجتها. وناشد الأئمةُ المسلمين، وخاصة الجالية المغربية، بالابتعاد عن أي سلوك من شأنه أن يَضُرَّ بالصالح العام، وقيم التعايش التي هي من صميم قِيَم الدين الإسلامي، الذي يدعو إلى التسامح، والتراحم بين جميع الشعوب. كما طالبوا مسلمي إسبانيا بوجه عام، بالالتزام بمبادئ الإسلام، واحترام مشاعر الآخَرين. وأكَّد البيان على الدعوة إلى عدم التحريض على أي نشاط ينطوي على الفوضى، وعدم الانسياق خلف أي سلوك لا يحترم القانون، داعيًا إلى تجنب الدعوات التي يروَّج لها عبرَ مواقع التواصل الاجتماعي. وتهدف هذه الدعوات الإيجابية إلى تجنيب الجماهير إحداث أي فوضى، أو أعمال شغب على خلفيات تنافسية في مجال الرياضة. وبالتالي فلا بد من التعاون على ترسيخ مبادئ التعايش السلمي، والاندماج المجتمعي، وهي إحدى القيم الإنسانية التي أكَّد عليها الإسلام، وحَثَّ على التمسُّك بها. وتأكيدًا لمبادئ الأُخوَّة الإنسانية، والتضامن بين الشعوب، على هامش بطولة كأس العالم في قطر، سَلَّطَتِ الصُّحُف الإسبانية والبرتغالية الضوءَ على تصريحات مدرب منتخب البرازيل "تيتي"، والتي أشاد خلالها بموقف مشجع عربي مسلم قدم المساعدة لعائلته في أثناء تنقلهم بإحدى محطات المترو بالعاصمة القطرية الدوحة، وذلك على هامش مشاركة الفريق ببطولة كأس العالم لكرة القدم، مظهرًا بذلك التضامن الإنساني بعيدًا عن أشكال العنصرية كافة، أو الكراهية تجاه الآخر التي يروج لها المتطرفون. وتقديرًا لموقف المشجع الإنساني، قدم "تيتي" قميصًا موقعًا من جميع لاعبي المنتخب البرازيلي هدية له. وقد لاقى هذا الموقف تفاعلًا واسعًا من قِبَل رُوَّاد مواقع التواصل الاجتماعي الذين أبدَوْا تشجيعهم لِمِثل هذه المواقف الداعمة لإعلاء القِيَم الإنسانية. وتعقيبًا على ذلك، يؤكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف أن الرياضة تلعب دورًا في إذابة الحدود بين الشعوب وتقريب الجميع مهما كانت اختلافاتهم، وإن كانت المنافسات تحتدم داخل الملاعب فإن التعارف بين الأفراد خارجَها كفيلٌ بإبقاء حالة التنافس في إطار حدود الملعب، ويبقى التنافس الوحيد بين الجميع في إظهار روح التضامن، والتعاون، ودعم القيم الإنسانية التي بها يتحقق الحوار الحضاري، والثقافي. وحدة رصد اللغة الإسبانية
دَور الرياضة في مكافحة الإسلاموفوبيا وترسيخ مبادئ الأُخوَّة الإنسانية
برزت الفنون والمسابقات الرياضية بوصفها أساسًا للتسلية وتعزيز قيم التنافس الشريف، والروح الرياضية بين الجميع، ثم تحولت للأسف بمرور الوقت إلى أداة ووسيلة للتعصب، والاعتداء على الآخرين، والشغب وتحطيم الممتلكات العامة والخاصة. لكن مؤخرًا ومع أنين العالم من تداعيات أعمال العنف بدأت الفنون الرياضية تستعيد روح التسامح وقبول الآخر عبر مبادرات فردية أو جماعية، وقد ظهر هذا جليًّا في أكثرَ من مناسبة رياضية. على سبيل المثال، تقاسم القطري "معتز عيسى برشم" الميدالية الذهبية بمسابقة الوثب العالي، مع منافسه الإيطالي "جيانماركو تامبيري" ضمن منافسات ألعاب القوى للرجال بدورة الألعاب الأولمبية طوكيو-2021م. وتنص القواعد الأوليمبية على متابعة المنافسات أو اقتسام الميدالية حال التعادل، فاختار "برشم" بطل العالم في الوثب العالي، اقتسام الميدالية وتقديم نموذجًا رائعًا للروح الرياضية، والأخُوَّة الإنسانية التي يجب أن تسود العالم. كذلك يستغل رجال الدين في ألمانيا، كرة القدم في تدعيم مظاهر الوحدة والتعايش السلمي بين المواطنين؛ حيث تنظم رابطة المسلمين في مدينة "دوسلدورف" مبارة ودية سنوية غير تقليدية، بين فريق من الأئمة المسلمين، وآخر من القساوسة الكاثوليك، وتحظى تلك المباراة بحضور كبير من المسلمين والمسيحيين معًا في المدينة. هذه المباراة التي يخرج منها الجميع فائزًا، تعد رسالة قوية إلى أولئك الذين يسعون إلى نشر الكراهية، والتفرقة بين الأديان، والطوائف والمذاهب، بغرض تحقيق مكاسبَ سياسية، وإن كان ذلك على حساب أمن المجتمع. والطريف أن الحكم يكون في العادة من أصحاب الديانة اليهودية.
Stock Strategy
وتُعد الرياضة أحد أشكال القُوى الناعمة التي تُستخدم في نشر القيم الإيجابية، وتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الآخر، ومن هذا المنطلق لعب المصري "محمد صلاح" دورًا كبيرًا في تغيير النظرة السلبية عن الإسلام والمسلمين، وأثَّر في انخفاض وتيرة ظاهرة "الإسلاموفوبيا" في بريطانيا بصفة خاصة، وأوروبا بصفة عامة، حيث ذكرت دراسة بريطانية صادرة عن جامعة كامبريدج بعنوان: "هل يَقدِر المشاهير أن يساهموا في التقليل من التعصب؟.. تأثير "محمد صلاح" في السلوكيات والمواقف المعادية للإسلام" وفيها: " بعد انضمام محمد صلاح إلى ليفربول انخفضت جرائم الكراهية للمسلمين في مدينة ليفربول بنسبة (16٪) مقارنةً بالنسب السابقة، وكذلك خَفَض المشجعون معدَّلات نشر تغريدات معادية للمسلمين إلى النصف مقارنة بمشجعي أندية الدرجة الأولى الأخرى". وعلى هامش بطولة كأس العالم الأخيرة (قطر 2022م)، وفي إطار الدور الذي تقوم به المنظمات الإسلامية، والمساجد في إسبانيا في التوجيه الأخلاقي لجماهير الكرة، ودعوتها لنبذ التعصب، سَلَّطت الصحف الإسبانية بتاريخ 4 ديسمبر 2022م، الضوء على دعوة اتحاد الهيئات الإسلامية في إسبانيا، ودعوة الأئمة في المساجد إلى عدم التحريض، أو المشاركة في أي نشاط قد يتسبب في إحداث فوضى خلال المباراة التي أقيمت بين المغرب وإسبانيا، ضمن منافسات بطولة كأس العالم لكرة القدم بقطر، مهما كانت نتيجتها. وناشد الأئمةُ المسلمين، وخاصة الجالية المغربية، بالابتعاد عن أي سلوك من شأنه أن يَضُرَّ بالصالح العام، وقيم التعايش التي هي من صميم قِيَم الدين الإسلامي، الذي يدعو إلى التسامح، والتراحم بين جميع الشعوب. كما طالبوا مسلمي إسبانيا بوجه عام، بالالتزام بمبادئ الإسلام، واحترام مشاعر الآخَرين. وأكَّد البيان على الدعوة إلى عدم التحريض على أي نشاط ينطوي على الفوضى، وعدم الانسياق خلف أي سلوك لا يحترم القانون، داعيًا إلى تجنب الدعوات التي يروَّج لها عبرَ مواقع التواصل الاجتماعي. وتهدف هذه الدعوات الإيجابية إلى تجنيب الجماهير إحداث أي فوضى، أو أعمال شغب على خلفيات تنافسية في مجال الرياضة. وبالتالي فلا بد من التعاون على ترسيخ مبادئ التعايش السلمي، والاندماج المجتمعي، وهي إحدى القيم الإنسانية التي أكَّد عليها الإسلام، وحَثَّ على التمسُّك بها. وتأكيدًا لمبادئ الأُخوَّة الإنسانية، والتضامن بين الشعوب، على هامش بطولة كأس العالم في قطر، سَلَّطَتِ الصُّحُف الإسبانية والبرتغالية الضوءَ على تصريحات مدرب منتخب البرازيل "تيتي"، والتي أشاد خلالها بموقف مشجع عربي مسلم قدم المساعدة لعائلته في أثناء تنقلهم بإحدى محطات المترو بالعاصمة القطرية الدوحة، وذلك على هامش مشاركة الفريق ببطولة كأس العالم لكرة القدم، مظهرًا بذلك التضامن الإنساني بعيدًا عن أشكال العنصرية كافة، أو الكراهية تجاه الآخر التي يروج لها المتطرفون. وتقديرًا لموقف المشجع الإنساني، قدم "تيتي" قميصًا موقعًا من جميع لاعبي المنتخب البرازيلي هدية له. وقد لاقى هذا الموقف تفاعلًا واسعًا من قِبَل رُوَّاد مواقع التواصل الاجتماعي الذين أبدَوْا تشجيعهم لِمِثل هذه المواقف الداعمة لإعلاء القِيَم الإنسانية. وتعقيبًا على ذلك، يؤكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف أن الرياضة تلعب دورًا في إذابة الحدود بين الشعوب وتقريب الجميع مهما كانت اختلافاتهم، وإن كانت المنافسات تحتدم داخل الملاعب فإن التعارف بين الأفراد خارجَها كفيلٌ بإبقاء حالة التنافس في إطار حدود الملعب، ويبقى التنافس الوحيد بين الجميع في إظهار روح التضامن، والتعاون، ودعم القيم الإنسانية التي بها يتحقق الحوار الحضاري، والثقافي. وحدة رصد اللغة الإسبانية
Nie możesz pisać nowych tematów Nie możesz odpowiadać w tematach Nie możesz zmieniać swoich postów Nie możesz usuwać swoich postów Nie możesz głosować w ankietach